انطلق في محافظة النجف الاشرف اكبر مؤتمر
للمبلغين والمبلغات بلغ حوالي اكثر من 3000 شخص وبرعاية مؤسسة شهيد المحراب وشهد
المؤتمر كلمات لمراجع الدين قرأت بالنيابة عنهم حيث ركز المرجع الديني السيد محمد
سعيد الحكيم والمرجع الديني الشيخ محمد اسحاق الفياض المرجع الديني الشيخ بشير
النجفي على الاصلاح وتقديم الخدمات للمواطنين ومكافحة الفساد ودعم المجاهدين في
جبهات القتال.
وقال ثائر الجبوري مدير الدائرة الاعلامية
لمؤسسة شهيد المحراب، ان " فعاليات المؤتمر التاسع والعشرون لمؤتمر المبلغين
والمبلغات انطلقت في النجف الاشرف، بحضور ممثلي مراجع الدين العظام وسماحة السيد
عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي والامين العام لمؤسسة شهيد المحراب، وعدد
من رجال الدين وبمشاركة الالاف من المبلغين والمبلغات في عموم المحافظات العراقية
فضلاً عن العديد من أساتذة ومبلغي ومبلغات الحوزة العلمية في النجف الأشرف وتعقد
مؤسسة شهيد المحراب سنويا مؤتمر المبلغين والمبلغات قبيل شهر محرم الحرام ".
وقال المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم في
كلمته التي القاها نجله السيد علاء الحكيم، ان " النظام البائد والتكفيريون
استهدفوا الشعائر بالقتل والتعذيب بالسجون والمؤمنون واجهوا تلك الماسي
بالصبر"، ودعا المرجع الحكومة الى "معالجة مشاكل النازحين ورعاية عوائل
عوائل الشهداء وتقديم العون للجرحى"، مؤكداً على ضرورة معرفة واقعة الطف
والتعريف بمواقف اهل البيت {عليهم السلام} والثبات على الدين الاسلامي امام القوى
المعادية"، داعياً المبلغين والمبلغات الى شحذ همم المقاتلين في سوح القتال
ضد عصابات داعش ودعمهم ، مثمناً جهود وثبات المقاتلين في المعارك، مطالباً
السياسيين بتوحيد صفوفهم وتوجيه الطاقات وبناء المؤسسات الدولة والقضاء على على
عصابات داعش الارهابية وتقديم الخدمات على مواطنين، مطالباً المنظمات الدولية
والمجتمع الدولي بالتعامل مع العمليات الاجرامية الداعشية على انها جرائم ضد
الانسانية وملاحقة ما يدعمها.
وقال المرجع الديني الشيخ محمد اسحاق الفياض
وعبر كلمته التي القاها مدير مكتبه " ندعو المبلغين والمبلغات الى تشخيص
الخلل في العمل الحكومي وايصال صوت المظلومين، مشيرا الى البلاد تمر بازمة ثقة بين
المواطن والمسؤول"، مؤكدا على "الحكومة الى الاسراع بتنفيذ ما وعدت به
من الاصلاحات وان تكون فعالة وجدية تلامس وتشخص حاجة المجتمع"، حاثاً
السياسيين الى الوفاء بواجباتهم تجاه المقاتلين في سوح القتال ضد عصابات داعش
الارهابية".
بعده قال المرجع الديني بشير النجفي في كلمته
التي القاها نجله الشيخ علي النجفي " أخوتي الخطباء وسادة ميدان الجهاد، من
خلال المنبر الحسيني وتفقد جبهات الجهاد الدفاعي قد اصطفاكم الله سبحانه من بين بريته
وفضلكم على كثير من خلقه تفضيلاً بأن حمّلكم مسؤولية الجهاد بالقول والعمل، وجعل
لكم شرف الاعتلاء على أعواد الوعظ والإرشاد فهنيئاً لكم هذا الشرف وهذه العزة وهذه
المنحة الكريمة التي شُرفتم بها".
واضاف المرجع النجفي "علينا أن نشد
الأحزمة في إِحياء هذه الذكرى بجميع طرقها المباحة كإقامة التعازي وتشجيع الناس
على الالتزام بالشعائر الحسينية لما فيها من المعاني السامية التي تتجسد بتفاني
شيعة أهل البيت (عليه السلام) في سبيل إقامتها، يجب علينا أن نستغل هذه المناسبات
والتجمعات الدينية والحسينية في جلب الناس إِلى الدين والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر وحث الناس على الاهتمام بهذه الشعائر، وعليكم تفقد تلك الشعائر وكما يجب
علينا جميعاً أن نتخذ هذه الشعائر وسيلة لتشجيع الناس على القيام بالواجبات
القتالية في جبهات القتال".
وتابع النجفي " يجب تنبيه المسؤولين
بالاهتمام بواجباتهم تجاه الشعب، ونحثهم على القيام بمسؤولياتهم تجاه هذا الشعب
المظلوم، ونبين لهم ما وصلت إِليه حالة الشعب من فقد الخدمات الأساسية في البلد من
أقصاه إِلى أقصاه، فهناك الغلاء الفاحش وهناك التقصير المتعمد والغير المتعمد
بالجانب الصحي؛ أَليس من المؤسف أنه قد مضت سنون وأَعوام ولم يحصل الشعب على ما
كان فقده تحت ظلم البعث المجرم من كهرباء وماء ووسائل الصحة والخدمات، وهو ما زال
محروماً من لقمة العيش الكريمة وهناك أخطاء في مناهج التعليم من الابتدائية إِلى
الكليات والجامعات، وما زال الشعب يئن تحت وطأة هذه المظالم، ويجب علينا أن ننبه
المسؤولين على أن لصبر الشعب الحدود، آمل من الله سبحانه أن لا تخرج الأمور من
سيطرة المصلحين، فيحدث بالبلد ما لا يحمد عقباه.
من جهته فقد قال السيد عمار الحكيم رئيس المجلس
الأعلى الإسلامي العراقي ان "الحرب مع داعش حربا عقيدية وليست حرب جيوش"
، مبينا ان "العدو يستهدف العراقيين
بدوافع عقيدية منحرفة" ، مشيرا الى ان "صاحب العقيدة الصحيحة والصلبة
والراسخة هو من سينتصر" ، لافتا الى ان "هذه الحرب التي يخوضها العراق
كشعب ودولة حربا مقدسة بفتوى المرجعية الدينية التي هي نعمة من نعم الله على
العراقيين والتي باتت محط اهتمام العالم والجميع يدرك قيمتها" ، مؤكدا ان
"العالم اليوم ينصت لقول النجف ويعيد ترتيب أولوياته في المنطقة تبعا
لأولوياتها" ، معربا عن ثقته بانتصار العراقيين في حربهم المقدسة، مشددا على
ان التراجع مرفوض رغم ان التجربة العراقية مازالت فتية ومرتبكة وتداخلت فيها عوامل
داخلية وخارجية مما يستوجب التقويم والتصحيح ، داعيا الحكومة الى استثمار الفرصة
الثمينة والدعم المرجعي وبأقصى طاقاتها من اجل ان تنهض بالأعباء والمسؤوليات
المكلفة بها وان تخلق شراكات حقيقية في الإصلاح وتتقدم للأمام بقوة وثبات .
ونوه الحكيم الى دور العراق المحوري في حركة
التاريخ ، مبينا ان الساسة في العالم لهم اسبابهم وادلتهم وللعراقيين عقيدتهم
وايمانهم بالتقدير الالهي وهم يحسبونها بالجغرافية ونحن نلتزم بالمشروع ، مبينا ان
للعراق دور يتجاوز حدوده وان له مهمة
مقدسة لم تنتهي ، مخاطبا المبلغين بان الزمن اليوم هو زمن الفتن الكبرى مما يعظم
مسؤولية المبلغ ، باعتبارهم الخط الدفاعي الإيماني الأول الأهم من الآلة العسكرية، مشددا على ان الهجرة
مسؤولية كبيرة وعلى الجميع تحمل مسؤولياته مما يتطلب القرب من الشباب والتماس
احتياجاتهم ومشاكلهم، معربا عن اسفه لهجرة الشباب وتعرضهم لمخاطر الموت ، مبينا ان
الهجرة ليست شرا مطلقا خاصة اذا كانت للعمل او الدراسة او الابتعاد عن الظلم ،
مستدركا لكن الهجرة بهذه المخاطر والسير نحو المجهول وفي أجواء الإحباط تقرع أجراس
الخطر وتحملنا مسؤولية كبيرة وترفع بوجوهنا علامات الإخفاق في دورنا الرسالي في
المجتمع، داعيا الى فتح نوافذ الحوار مع النخب في المجتمع والاستماع لهم باعتباره
جزء من ثقافة الحوار ، مبينا ان المجتمعات تشهد تحولات كبيرة وقد تكون جذرية
والحوار مهم جدا في هذه المرحلة ولابد من ان يكون اشراك النخب من الأولويات.
الى ذلك، قال إمام جمعة النجف الاشرف السيد صدر
الدين القبانجي ان الشعب العراقي يتهيأ للرحلة مع الحسين، مؤكدا أن شعبنا حسيني
بأروع صورة وان شيعة اهل البيت اليوم يتموج العالم بنورهم وصوتهم، مضيفا ان الأئمة
كانوا حسينيون وهذا ما نجده في سيرهم واحاديثهم، وقال: العرش حسيني كما نقرأ في
روايات اهل السنة أنه مكتوب على ساقي العرش حسين مني وانا من حسين.
واضاف القبانجي لابد من العروج لآداب الرحلة مع
الحسين و أنها رحلة إلهية ويجب أن تكون حركتنا إلهية وقال: يا أبناء المواكب أيها
القراء والشعراء كونوا الهيين كما كان الحسين وكذلك الأعراض عن الدنيا والزهد كما
في قول الإمام الحسين(ع) فان كان الدنيا تعد نفيسة فدار ثواب الله أغلى وأنبل وان
الدين هو محور اهتماماتنا كما في قوله (ع) انا الحسين بن علي احمي غسالات ابي أمضي
على دين النبي والتأكيد على الإنسانية والدفاع عن الإنسان وحقوقه مشددا على ان
تكون هذه الرحلة رحلة إنسانية ومن اداب الرحلة مع الحسين هو الثورة والنهوض من أجل
الحق والاستعداد للحضور في الساحة باصعب الظروف وكذلك الصلاة وتلاوة القرآن، مبينا
ان المواكب شهدت أطول صلاة جماعة واذا اردنا ان تكون رحلتنا حسينية يجب إقامة الصلاة،
مؤكدا ان النساء معلم من معالم الرحلة الحسينية وهكذا هم شيعة اهل البيت في حضورهم
في الساحة.
إرسال تعليق