ظاهرة الاعتداء على
شريحة الاطباء في العراق تثير الرأي العام
الدكتورة ساجدة الجبوري تتعرض لاعتداء داخل عيادتها والشرطة المحلية تمنع من اقامة دعوى ضد المعتدي
ضمن حملة الاعتداءات
التي تطال الشرائح المجتمعية المثقفة يومياً، تعرضت الدكتورة ساجدة الجبوري في عيادتها
لطب وتجميل الاسنان بالنجف الاشرف لاعتداء جبان، يضاف إلى حملة الاعتداءات التي يتعرض
لها شريحة الاطباء بجانب شرائح أخرى في المجتمع كشريحة الاعلاميين والصحفيين العراقيين.
ففي خضم المتغيرات
التي طرأت على واقع البلد في الآونة الأخيرة استشرت ظاهرة الاعتداءات على الأطباء بشكل
لافت للنظر مما استدعى تسليط الضوء عليه بشكل يحد من هذا التهجم الخطير على شريحة مهمة
في المجتمع ولم يكن ابراز هذا الموضوع في الوقت الراهن من باب الصدفة أو من باب التشهير
أو لأسباب شخصية، إنما استدعت الضرورة الى تسليط الضوء على الحالات المنبوذة في المجتمع
لتفويت الفرصة على ضعاف الانفس ممن يعمدون إلى هذا الفعل الجبان ويقفون وراءه ولايجاد
حلول ناجحة بعد طرح الموضوع وايصاله الى المسؤولين ممن يعنيهم الأمر.
وقد أثارت قضية الاعتداء
على الاطباء جدلاً واسعاً في الاوساط العامة وأعرب عدد من الاطباء عن استيائهم الشديد
لهذا الاعتداء غير المسؤول بحقهم مطالبين بالحد منه مؤكدين أن مثل هذه الاعتداءات لربما
تجبر بعض الاطباء على مغادرة البلاد وتجعل الكثير منهم برعب يؤثر على طبيعة عملهم الانساني.
ومن ضمن الاعتداءات
التي تعرضت لها شريحة الاطباء في النجف الاشرف مما اثار استغراب الاوساط المجتمعية
كافة الاعتداء الجبان على طبيبة الاسنان الدكتورة ساجدة الجبوري في عيادتها بمنطقة
الجديدات بالنجف الاشرف والواقعة أمنياً ضمن حدود مركز شرطة الغري في مركز المدينة،
حيث تقوم هذه الطبيبة بعلاج المرضى من عوائل الحشد الشعبي المقدس وشريحة الايتام والفقراء
بأجور رمزية تنخفض حتى 80% من أجور العلاج المتعارف في العيادات الاخرى، كذلك تساهم
الدكتورة بعلاج الأطفال المعاقين ومرضى القلب والأمراض المستعصية خارج البلد مجاناً
حيث تتحمل الدكتورة نفقات العلاج ما جعل الدكتورة الجبوري محط انظار المرضى لتستقطب
يومياً العشرات من المراجعين وعلاجهم، وهذا مادفع الحساد وضعاف الانفس للاعتداء المستمر
على الطبيبة للتقليل من شأنها.
وضمن لقاءنا معها للوقوف
على الاعتداء ذكرت لنا الدكتورة الجبوري: (قام شخص مجهول بالدخول إلى العيادة والاعتداء
على علينا بالسب والتشهير مستخدماً أبشع الألفاظ محاولاً التهجم وسرعان ما قمت بالاتصال
على الرقم (104) والمخصص للتبليغات الطارئة حيث قدمت هاتفياً شكوى عاجلة بالأمر وفي
الحال أتت سيارة الشرطة والتابعة امنياً إلى مركز شرطة الغري وتم اعتقال الشخص الذي
قام بالتهجم داخل العيادة)، مبينة: (لقد تم الاتصال بي من قبل مركز الشرطة وابلاغي
بالحضور لتقديم شكوى ولكن تفاجأت بوجود الشخص الذي تهجم عليّ في غرفة مدير المركز العقيد
رعد الشجيري بمعية مختار منطقة الحويش حسن شيروزة حيث ابلغني مدير المركز بضرورة ترك
الدعوى والا سيصار الى كتابة دعوى مقابلة وانه سيقوم بزجي بالسجن والتوقيف لمدة خمس
ايام من الخميس الى يوم الاثنين حيث كنا في يوم الخميس عصرا وكانت حينها هنالك عطلة
يوم الجمعة والسبت والاحد معلنة بسبب زيارة عاشوراء وعندما حاولت مناقشته استعمل اسلوبا
فضا جدا ليجبرني على التنازل عن اقامة الدعوة في مركز شرطة الغري والذي هو مديره)،
وهذا الأمر يجعلنا نشعر بأن الأمن في المحافظة يحتاج إلى من يقوم عمله ويتابع طريقة
استخدامه لصلاحياته بشكل يرعب المظلوم على حساب المحسوبية والمنسوبية.
هذا وتم اجبار الدكتورة
الجبوري على ترك الدعوى بعد ان تم اخافتها وتهديدها من قبل المركز حيث ذكرت أن الاسلوب
الذي استخدمه مدير المركز كان فضاً جداً وغير انساني ومهين بكرامة الانسان وليس فقط
بحق مهنة الطب.
وقد عبرت الدكتورة
الجبوري عن استيائها لهذا الفعل معربة عن قلقها الشديد لمستقبل مهنة الطب في العراق
بعد هذا التجاوز الذي حصل لها مؤخراً، مطالبة الحكومة ووزارة الصحة بالحد من تكرار
هذا الحادث والذي يمثل اهانة كبيرة للطبيب وللكوادر الطبية وضرورة وضع آلية لحمايتها
وايجاد حلول لها ورغم ذلك يبقى الطبيب يمارس عمله الانساني بشكل مهني رغم التهديدات
والمخاوف التي تطال الكثير منهم.
وقد أعربت وزيرة الصحة
عديلة حمود، في وقت سابق، عن قلقها من تزايد حالات الاعتداء على الاطباء في البلاد،
مبينة ان وزارتها ماضية في نقل الصلاحيات للمحافظات. وذكرت حمود في مؤتمر صحفي عقدته
بمبنى الوزارة بشأن نقل الصلاحيات للمحافظات، إن "الاعتداءات على الاطباء بدأت
بالتزايد وأدت الى هجرة العديد منهم الى خارج البلاد".
وافادت ان "الوزارة
ستنقل الصلاحيات الادارية في البداية ونستكمل باقي الصلاحيات بالتدريج"، موضحة
ان "نقل الصلاحيات الادارية ستبدأ خلال اليومين المقبلين".
وفي النهاية لا يسعنا
الا ان نشير الى أنه يكفينا إننا خسرنا الكثير من الكوادر الطبية التي هاجرت العراق
بسبب التهديد والوضع الأمني غير المستقر مع ان الكوادر الطبية العراقية تعتبر من الخبرات
بل الثروات التي لايستهان بها.ح ع
إرسال تعليق